کد مطلب:240913 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:124

ان الشی ء إذا لم یرد لم تکن إرادة
كلمة مستخرجة من مناظرة الرضا علیه السلام مع سلیمان المروزی فی الإرادة التی رواها الصدوق، و لبین المراد نذكر شیئا من متن المناظرة:

«قال سلیمان إنها كالسمع و البصر و العلم، قال الرضا - علیه السلام -: قد رجعت إلی هذا ثانیة فأخبرنی عن السمع و البصر و العلم أمصنوع؟ قال سلیمان: لا، قال - علیه السلام - فكیف نفیتموه؟ قلتم لم یرد، و مرة قلتم أراد و لیست بمفعول له، قال سلیمان: إنما ذلك كقولنا مرة علم و مرة لم یعلم، قال الرضا - علیه السلام - لیس ذلك سواء؛ لأن نفی المعلوم لیس كنفی العلم و نفی المراد نفی الإرادة أن تكون؛ لأن الشی ء إذا لم یرد لم تكن إرادة فقد یكون العلم ثابتا و إن یكن المعلوم بمنزلة البصر فقد یكون الإنسان بصیرا و إن لم یكن المبصر...». [1] .

قوله علیه السلام: «قد رجعت إلی هذا ثانیة» و الأولی قوله أی قوله سلیمان: «ما تقول فیمن جعل الإرادة اسما وصفة مثل حی و سمیع و بصیر و قدیر» [2] .

و الصنع أثر الفعل و كیف تكون صفة الذات كالسمع و البصر و العلم أثرا لفعل الذات و هل هذا إلا خلط بین صفات الذات و الفعل علی أن الأولی لایصح نفیها فی حال. فلایقال قد یسمع و قد لایسمع و لایبصر و لایعلم بینما یقال قد لم یرد فلو كانت الإرادة كالسمع و البصر لما صح نفیها.

نعم ربما یقال عالم و لامعلوم و سمیع و لامسموع و قادر و لامقدور و هو صحیح إذ النفی خاص بالمعلوم و المقدور و المسموع كما نجد الإنسان بصیرا أی ذابصر و لامبصر یبصره و هذا كله بخلاف المراد و الإرادة إذ الشی ء إذا لم یرد لم تكن ارادة لعدم معقولیة التفكیك بینهما فلایقال له تعالی مریدا إلا و المراد موجود. نعم القدرة علی ایجاد المراد



[ صفحه 129]



موجودة أما بوصف الإرادة فلا یعقل وجوده بدونها أو وجودها بدونه فافهم، فإنه دقیق.

بقی شی ء:

و هو أن لله إرادتین:

1 - إرادة حتم لاتتخلف عن المراد و لاهو عنها.

2 - و إرادة عزم یتخلف المراد عنها كما فی ذبح إسماعیل، و أكل آدم من البر المنتهی عنه فی الجنة فلو لم یرد ذلك لغلبت إدارة آدم و إبراهیم علیهما السلام علی إرادة الله جل جلاله و ذلك محال فلم یراد من النهی المذكور إلا إرادة العزم، ببیان. ذكرناه عند كلمة «أن الفعل كله محدث»، [3] و المراد من الكلام الجاری هو مطلق الإرادة «و لایفرق بین كونها حتمیة و عزمیة».



[ صفحه 130]




[1] عيون أخبار الرضا 149:1، التوحيد 449 - 448 و هي هامشه «لم تكن الإرادة» و متنه «لم يكن إرادة».

[2] عيون أخبار الرضا 146:1، التوحيد 445.

[3] التوحيد 64، و انظر أيضا حرف الهمزة مع النون.